بينَ بينٍ وبيْن، لا أرى إلا الواقع متجرّدًا من كلِّ صفاته الاعتبارية التي أوقعناها عليه، سواءً تحت منطلق ديني أو روحي أو مادي أو عبثي أو وجودي … ولربما يتساءل القارئ والكاتب عن ماهية الواقع عند تجريده من كل صفة؟ …الواقع هو شيءٌ وقع دون أيِّ هوادة، بتطرّفٍ حادٍّ، دون أن يُعطي أدنى تقدير لأيِّ شيء، فهذا هو الواقع: يقع؛ ونحن كمخلوقات ما لنا إلا أن نتصرف ونخوض بناءً على ما وقع. والشاهدُ بالأمر أنّه ليس هنالك أيُّ قوة أو مخلوق يستطيع أن يحول بين الواقع إذا رغب أن يقع وبين وقوعه!… فلا يجد الإنسان نفسه إلا خانعًا، مستسلمًا، منطلقًا بين وبين، إلى أن يصل إلى دين أو روح أو مادة أو عبث أو حتى فلسفة، لكي تُفسِّر وقعة الواقعة والواقع، أو لينشدها على ما وقع، ياللهول!… ولما علمتُ الواقع، علمتُ أنَّ اللوم والملام اتجاه أيِّ شيءٍ في هذه الحياة ما هو إلا ضربٌ من سذاجة حانقة خانقة لا مفرّ منها، ما دام أنّ الواقع يقع دون أن يضع في مفهوميته أو وقعته مفهوم العدالة أو بعضًا من شفقة.
بينَ بينٍ وبيْن
نُشر بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
إنسان في بداية حياته فجأة وعي ، ولقى نفسه في عالم مجنون .. يكتب عشان يعيش ويعيش عشان يستمع بالفن .. وحيفضل يدور عالأمل حتى لو كان في خرم إبرة. مشاهدة كل التدوينات بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
منشور