مزيج بين العبثية والوجودية

ها انا ذا اشعر ان لكل شيء معنى حتى ذرة الهواء التي اتنفسها لها معنى وحتى الطيوف والهالات التي اراها تحيط بي لها معنى وحتى زقزقات العصافير وزقزقات بطني عند الجوع لها معنى كل شيء له معنى حتى هذه الانثى التي تحدثت معي في الصباح في موضوع ليس له علاقة بي ولشخصي وتحمل اسم بزغني الى هذه الحياة! ولكنني شعرت نحوها بنوع من الانجذاب نادرًا جدًا ما اشعر به اتجاه انثى من صوتها! وجدت في حالتها بعد انتهاء المكالمة, احد الاقتباسات التي دائمًا ما استخدمها والتي قامت عليها طائفتي وحركتي:” ادين بدين الحب انّا توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني” -للعظيم محي الدين بن عربي.. نعم انه عظيم فمن بحق الغريزة والحب والشوق والابتهال يكتب هكذا كلمات .. ولكنني، الان اشعر بعبثية فمن تلك الانثى التي تحمل اسم من فجر كياني للحياة! وما هية تلك الافكار التي تساورني التي تكاد انها ترغمني على ان اشعر ان هذا الوجود المتناقض المفعم بالباردوكسيات له معنى .. ان الانسان يبحث عن معنى او عن راحة لماهية هذا الوجود لو في خرم ابرة! .. وان كثير من العشوائيات التي تزاورنا , نعتقد انها صدف , ونقول كما قال الصوفي الشهير جلال الدين الرومي: “انما الصدفة تجلي من تجليات الاله في الكون” .. وها هنا الصوفي العظيم؛ يبحث عن معنى في صدفة يبحث عن حب في صدفة الا انه كثير من المعطيات, تشير الى ان هذا الوجود عبثي .. وكثير من المعطيات تشير الى ان هذا الوجود له معنى سامي ووجودي!.. واما انا! مهما جرى! سأواظب على تقلبي بين العبثية والوجودية, بين النيتشاوية والتبريزية .. وانني لا اعلم والذي نفسي بيده! هل سأموت واخر نفس سوف التقطه في هذه الدنيا؟ وانا معانق العبثية ام الوجودية .. لنرى.. اما انا الان فانني معانق الا ادرية والوهم بكل جوارحي واحاسيسي فما اعظم الوهم والايمان وما اسوء اعداء الوهم!.. وكم من الاوهام اصبحت حقيقة يا اصدقاء .. وكم من الاوهام بقيت في رفوف الاوهام ولم تتحول الى ربع حقيقة حتى ياللاسف! ولكن: “دام الامل موجود فالنفس خضاعة” -كما قال سيد مطربين اهل الجنة طلال مداح حينما التقط انفاسه الاخيرة… وها انا ذا اقول تبًا للوجودية والعبثية والا ادرية ويبقى الامل ويعيش الامل! حتى اخر نفس!.

أضف تعليق