ممتن،، أشد الإمتنان لمن أخترع الحروف واللغة والذي نفسي بيده أنني يتيم دون الحروف واللغة .. لا لا .. إن اليتم لشيء بسيط من المعاناة أمام ما قد يواجهني من هلاك دون الحروف والكتابة .. ما اعظم الهلاك حينما يطرق روحك؛ على هيئة مشاعر واحاسيس ضاقت ذرعًا بصغر حجم الروح والجسد وترغب بأن تتمدد وترتاح ولكن، الروح والجسد والكينونة لا تسعها .. فتأتي الكلمات والحروف كمسيح ومهدي منتظر يخلصوك من بعض ما يثقل عليك النفس .. ان في الأمل ألم بعد فواته وعدم قدومه .. وإن في الألم عذاب بعد فقدان الأمل .. وإن الأمل شرير حقير عندما يبسط لك الورد والحرير ويعطيك جميع المؤشرات نحو ما تصبو اليه وبعد ذلك، ينسحب ويتركك في أرض جرداء وكأن أملًا ظامي لم يكن .. يا للفلاسفة و ويح المفكرين؛ جالوا بين العبثية والوجودية والعدمية والتشاؤمية ، ولكن مآلهم أنتهى عند أنهم تنفسوا وعاشوا متعاطين آمال واهية لعلها تفسر لهم ماهية هذا الوجود .. وإن قلبي ينبض نبض يوحي بالإحتضار وان اذني تسمع بكل صفاء وان عقلي ليكتب بكل أنين .. الجميع يصرخ الجميع يستنجد ولكن، من ذا الذي يسمع نجداتهم وصرخاتهم! … الناس تلوم، تلوم ،تلوم .. رغم أن الناس يعلمون في قرارة أنفسهم وخوالجهم الدفينة أنهم مسيرين مهما خيروا… ٧ مليار بشري واكثر جميعهم مختلفين،ويبحثون عن انتماء، في دولة، في دين، في وطن، في فريق كرة قدم، في مرض في اي شيء.. وسيخذلون.. وما اهون الناس وما أعظم مصابهم…
احدثك وانت لست معي .. أجيب على نفسي بلسانك .. اتوق لانتماء يدفي مضجعي .. احتاجك انت أماني؟ ام تحتاجني لأمانك؟