إنني أتمزق وأُمزق .. في هذا الإختبار على حسب الرواية … ما هذا الاختبار .. وإنني وجدت نفسي منذ الولادة لم أنجح في شيء حتى أتزيف وأتلون، ولو ببساطة حتى أنجح فيه وما إن أفشل في التزييف والتلون أفشل فيه، فظنتي أن الفائز في هذه الحياة وهذا الاختبار هو من يستطيع بدقة أن يزيف كينونته ونفسه وروحه البشرية .. لطالما كانوا المزيفين فائزين والصادقين خاسرين .. إن هذا الوجود ياصديقي العزيز دائرة محفوفة بالمخاطر والألم والسعادة البسيطة … فإنني لا أرى أي مغزى في المصاعب والمصائب والعقبات التي تصيب الإنسان ، فإذا كان هناك جنة ، فلماذا لم نخلق بها منذ البداية وما ذنبي أنا بذنب أبي آدم وأمي حواء؟ .. فلماذا الخير يخص والشر يعم؟ .. لماذا هذه القوة الجارفة أعطيت للشر منذ البداية ، وهذه القوة الوهنة أعطيت للخير؟ … أليس هذا تأكيد قطعي أن الشر أقوى من الخير؟! .. وإن كان الشر أقوى من الخير فلماذا يا الله خلقتني بخير كثير وشر قليل فوالله أنني سأكون بحالٍ أفضل لو أن جزئ الشر بداخلي أكثر من الخير .. فمن طاقة الخير لديه أكثر من الشر هو شيء شاذ في داخل هذه المنظومة البشرية التي يستشري فيها الفساد بشتى ركائبه … إذا كان هذا الوجود مجرد عبث فهناك مئات الأدلة التي تسند ذلك، واذا كان لهذا الوجود غاية هناك مئات الأدلة التي تسند ذلك، واذا كان لكل معتقد أدلة تسنده, هل من الممكن أن نفسر ذلك على أنه عبث؟ أو من الممكن أن نفسر ذلك على أنه رحمة لأن هذا الوجود به معتقدات كثيرة مؤامن بها تسع كل البشر، وإن ذهبنا إلى كلمة إيمان فهي كلمة تشبه كلمة أمنية، وكأن تعدد المعتقدات المؤامن بها وهي بالالاف وربما بمئات الألوف، دليل على أن أمنية البشري أن يجد شيء يؤمن به ومن يدري! .. فما هذا الاختبار الذي يعلمنا فيه الفشل والألم أكثر من النجاح .. كل سكران مصيره الصحيان وكل متعاطي مخدرات مصيره الصحيان وكل هرب من الواقع مصيره العودة للواقع فما هذا الوجود الذي ترى فيه الناس يواصلوا فيه الهرب من الواقع وهم عارفين أن عودتهم للواقع في النهاية هي الواقع .. اليس هذا تناقض محض .. لربما التناقض هو السمة الأساسية لهذا الوجود .. فما هي السعادة؟ أهي حالة شاذة؟ بطبيعة الحال السائد في العلم، أن كل سعادة لها علاقة بهرمون الدوبامين والسيراتونين وبعض الهرمونات التي تؤثر في النفس وتجعلها في حالة من الوجود راضية منعمة فكثير من الناس يهروعون لها من خلال المخدرات وغيرها من الامور التي تعطي إحساس بالسعادة دون تغير في العوامل الخارجية ولهذا تجارة المخدرات الاولى عالمياً، وهذا غير تجارة الكحوليات والقمار … فلماذا كل هذا ؟ سعادة صعبة المنال وحزن وألم سهل المنال .. خير قليل شر كثير .. دماغ بشري سهل التأثر بكل سلبي وصعب التأثر بكل شيء إيجابي.. ما أقوى جهنم وما أرق الجنة .. فإنني أجلس الآن حائراً متخثراً دون اجابات مريحة ، بل إن جميع الإجابات تحول الى زيادة الرهبة والالم..
إختبار أم مازق
نُشر بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
إنسان في بداية حياته فجأة وعي ، ولقى نفسه في عالم مجنون .. يكتب عشان يعيش ويعيش عشان يستمع بالفن .. وحيفضل يدور عالأمل حتى لو كان في خرم إبرة. مشاهدة كل التدوينات بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
منشور