لطالما ترددت عن الأمر الذي سأكتب فيه بعد عراك مع الحياة بشتى نواحيها وفي الحب بشتى وقعاته وإعتلاءاته ، وفي العمل بشتى تقلباته وعثراته وتضحياته .. لم أجد موضوع أكتب عنه أعزائي أحبابي الذين رأيتموني أو لم تروني سوى موضوع الخوف، الخوف من الحقيقة .. إنني خائف .. رغم جماح فضولي بكل شيء إلا أنني لا أجد نفسي سوى في خوف من الحقيقة وكأن الحقيقة كان مصيرها منذ أن ولدت القسوة .. فإنني تارة أجد نفسي لا أزور مريض أعياه المرض، يجب زيارته لأنني لا أقوى على رؤياه وهو بهذا الإعياء ، هل هذا جُبن ,لا بل هذا خوف من الحقيقة .. وكم مرة كان بالإمكان أن أرى الحقيقة وأن امحي كل شكوكي أو أؤكدها، ولكنني أتراجع!!!! نعم أتراجع!!، ليس إلا خوفاً من الحقيقة .. فهل أنا يا أصدقاء جبان؟ ، أم أنني عرفت من الحقائق ما يكفي الى درجة أنني أصبحت لا أقوى على تحمل المزيد منها .. هل أنا أفضّل الوهم على الحقيقة .. ربما.. فإن الوهم فيه من اللذة والحلاوة والحنية مافيه .. ولكن يا أصدقاء لا يوجد أجمل من حقيقة جميلة فوالله أن الحقائق الجميلة تجعلني أبكي من شدة الحب الذي يأسرني منها .. فالمعضلة في الحقيقة أنه لا يمكن تغييرها فالحقيقة هدم بقوة نووي أو تسونامي .. أو عناق بقوة كل أمهات العالم .. يا أعزتي إنني أشعر بالإعياء ، ولا أدري ما حل هذا الإعياء النفسي العميق .. لقد ولدت في هذا العالم ظنناً مني أن الخير هو السائد والشر هو شيء شاذ موجود.. فما أن كبرت وتدقدقت ونكلت بيا الحياة تنكيلُ شديد ومتطرف .. وجدت أن الخير هو الشاذ والسائد هو الشر فلو تعلمون ما مقدار ماواجهت من شرور وأنا الذي كنت مؤمن أن الخير في هذه الدنيا هو الأساس .. فوالله اصبحت عندما أرى الخير أو مظهراً واقعي من مظاهر الحب لا تجدوني إلا أنني اذرف الدمع كما الطفل في المهد .. فيا أصدقاء أن لدي عضال الخوف من الحقيقة , لأن الحقيقة كما القمار لا تعلم ماهو المخبأ تحتها ، ولكن في الحقيقة من الممكن أن تخسر نفسك وأنفسك .. ولكن القمار لن تخسر سوى مال مصيره أن يأتي ويروح… ولكن النفس والأنفس فطوبى لها…
الخوف من الحقيقة
نُشر بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
إنسان في بداية حياته فجأة وعي ، ولقى نفسه في عالم مجنون .. يكتب عشان يعيش ويعيش عشان يستمع بالفن .. وحيفضل يدور عالأمل حتى لو كان في خرم إبرة. مشاهدة كل التدوينات بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
منشور