عقل لا يتوقف

تمر الأيام مثل شتاء في بلدي بسرعة شديدة غير محسوس بها .. لا يوجد في هذه الأيام صبوة من صبوات النفس والفؤاد ياللأسى .. هناك داخل العقل مكينة عملاقة تعمل بكامل طاقتها ، إنها في وضع النجاة تعمل وتعمل خوفاً من الإنطفاء والموت .. وكل عملها يذهب سدى رغم الطاقة العظيمة المبذولة .. إن الإنطفاء والموت أرحم من إنطفاء وموت الفؤاد والقلب الذي لطالما كان دوماً سكيراً بالحب .. إن الفؤاد والقلب كانا ثملان وفيهما كل ما يعتري الثمل من بهجة وحزن وسرور ورغبة جامحة بالرقص والإفضاء بكل المشاعر والأفكار فأين هما من ذلك الحال الآن ياللأسى والإشتياق .. عالمكم سباني وانا لساني خَجِلْ .. يالهذا العقل المسكين الذي تعمل مكينته بكامل طاقتها بلا راحة فلا يوجد راحة لأن الراحة كما يقول عقلي لا أستحقها وإن كنت استحقها فيجب أن أفعل كل مابوسعي لكي أنولها وحتى إن كُنْتُ أُرِيدٌها وأستحقها فلا أستطيع لأن عقلي لا يريد! .. إن الشعور يا أحبابي إن الإحساس يا أصدقائي إن نبضات الروح يا أصدقائي بلا قيمة شئنا أم أبينا نحن في عالم مادي يشيطن ويربط كل شعور جميل ومودة وإحساس بمادة .. وأنا .. أنا من أعشق نبضات الأرواح الجميلة وكل ماهو ميتفايزيقي جذاب مُفعَم بالحب والجمال غير مرتبط بأي مادة لا يكف العالم بِجَرِّي لأصله المادي فأغوص في عوالمه المادية من ثم بعد غوصي أركل بقدماي بكل إحتقار كل مادة جنيتها في رحلة غوصي لتقززي النابع من صبوتي وإنتمائي الحقيقي لعالم الود والحب والميتافيزيقيا المشعة بالجمال والعشق ، أَغلب العالم تارة ويغلبني تارةً فأنصاع له مرغماً مكرهاً رغبةً مني بالحياة فأنا لا أطيق هذا العالم فلماذا أسايره؟! ربما الأمل الذي في داخلي الذي لا يكف أن يخبرني بأنني يوماً ما سأجد صبوتي في هذا العالم وهذا ما يدفعني للإستمرار ، لا أعلم! .. ولو كنت في حاجةٍ لشيء فأنني أحتاج السلام والحب الغير مشروط الحب لأجل الحب لذات الحب ، وفي أعماق أعماقي نفسي تقول أنت لا تحتاج سوى غيبوبة تفوق منها قبل الموت لتقول تباً لكم ولعالمكم التعيس..

أضف تعليق