الجميع يجرحون الصمت بالحديث في أمور لا معنى لها .. سوى أنهم يحاولون إثارة بعضهم الآخر لخلق علاقات ربما فقط للتسلية والمتعة وربما فقط للمنفعة .. إن الإنسان كجسد وعقل كائن إجتماعي من العيار الثقيل ، ولكنه كروح فهو منعزل … وكلما زاد قوةً الجانب الروحي لدى الإنسان وزاد اقتراباً من كينونته، وزادت الروح إشتياقاً ووحشةً لرحمها: الفراغ والسكون الا نهائي ، زاد الإنسان إنعزالاً وترفعاً عن الإجتماعية والصخب … بين الضجيج والتملُّق الغير منتهي بين الإبتسامات المزيفة ، بين الاحاديث الفارغة التي لا معنى لها التي في طياتها الكثير من الرسائل المبهمة التي بها صرخات عالية تطلب النجاة مِن مَن حولها لمساعدتها، ولكن لا أحد يفهم ومن يفهم لا يستطيع المساعدة للأسف … فتصبح صرخات لا معنى لها لمن يفهمها وهي فقط توحي له عن مدى بؤس الجنس البشري … مزيج بين الألوهية والشيطنة والآلة هذا مايريد أن يصبحه البشري الآن وهذا مايفعله في سبيل إرضاء غروره عديم المعنى والمثير للإشمئزاز … أصبحت كل مجموعة وفئة تريد أن تصبح دين ، فأصبح عدد الديانات يفوق عدد البشر! ديانات كثيرة إلى أن أصحبتم غير منتميين ترجون الخلاص … وكم من مرة بحثتوا يا ساميون يا مفعمون بالشعور والحساسية يا من كنتم دائما أثير صافي وجميل لهذه الدنيا ، لطالما بحثتم عن عزلة من هذا الصخب ، أنتم لا تعرفون النعيم ، ولكنكم تشعرون به وتشتاقون إليه وتبحثون عنه وربما تجدونه في الدنيا و ربما لا .. إن الأمل مرهق وجميل ولولا الأمل لساد الألم … هل سنستسلم في النهاية وننضم لأعظم وأكبر حفلة تنكرية وهي: الدنيا و أو سنسموا ونجد الخلاص ، أم سنرغم على الإنضمام بشكل قهري دون إرادةً مِنّا؟ … وإنني أعتقد أننا جميعاً منضمون لها ولكن هناك زوار وهناك من يعيش داخل الحفلة طيلة حياته….
بين الضجيج
نُشر بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
إنسان في بداية حياته فجأة وعي ، ولقى نفسه في عالم مجنون .. يكتب عشان يعيش ويعيش عشان يستمع بالفن .. وحيفضل يدور عالأمل حتى لو كان في خرم إبرة. مشاهدة كل التدوينات بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
منشور