الألم والراحة

من قال أن من لايعرف الألم لن يعرف الراحة ، بل هنالك الكثيرين من الذين لم يخوضوا تجربة الألم ، ويعيشون سعداء ومرتاحين ، وهناك الكثيرين ممن هم يعيشون في ألم لم يعرفوا الراحة إلا للحظات وأوقات قليلة نادرة في حياتهم ، ودوماً تأتيهم تلك الهواجس التي تصور لهم أن الراحة الكبرى عند الموت فقط؛ فربما هو عدم وربما هو جنة! .. وعندما أتحدث عن الألم:؛ لا لا أتحدث عن الألم البدني ، بل الألم النفسي الذي يصيب المرأ ويجعله يرى العالم بكل وضوح بدون أي أقنعة أو فلاتر ، فيكتشف مدى تعاسة هذا العالم ومدى تعاسة الأشخاص الذين يعيشون فيه .. نرى من الأشخاص من هم كفروا بالسعادة ، وكفروا بالأمور التي تجلب السعادة ، فقط لأنهم صدموا في حياتهم وأكتشفوا الحقيقة المرة نعم إن الصدمات التي يتعرض لها العقل تغير فيه الكثير … اه وما أعظم كلمة آه .. ياليت الصدمات السعيدة واللحظات السعيدة تستمر الى الأبد ويكون تأثيرها يبقى في عقولنا طوال الوقت ولا ننساها بل تغيرنا وتجعلنا نصبح أفضل ، ولكن للأسف ستبقى الذكرى السيئة والصدمة السيئة اقوى … فربما يعيش الشخص يوما جميلاً مليئ بالسعادة ومن ثم يحدث له خلال هذا اليوم شيء تعيس واحد ، فينسى كل السعادة التي عاشها ويبقى يفكر بالأمر التعيس الذي حدث له ويبقى يشكك في كل أمر حدث له في يومه وفي حياته!! .. إن الألم هو الحقيقة لأن الألم يرينا الوجه الحقيقي من العالم يرينا مدى تعاسة هذا العالم وأننا مسيرين ولسنا مخيرين ، فمن منا يريد الالم؟! وحتى وإن كان الالم يظهر الحقيقة فإن العيش في راحة ووهم أجمل بكثير ، تباً للحقيقة وتباً للألم .. إن الهدف في هذه الحياة هو الراحة؛ الراحة النفسية ، الراحة العاطفية ، الراحة المادية .. نعم إن الإنسان يحتاج أن يرتاح عاطفيا ونفسيا ، وأن يشعر بالأمان المشاعري والعاطفي بقدر حاجته على الحصول على الراحة المادية ، وربما أكثر … إن العالم الذي نعيش فيه الآن او ربما منذ القدم من يدري؟! .. قلةً فيه من هم صادقون ولا يمثلون لكي يصلوا إلى مايريدونه فالمعظم هنا يعيش لأجل نفسه بأنانية وإن فعل الخير يحدث في المعظم ليس محبةً في الخير أو لأجل الخير ، بل فقط لكي يستثمر في الخير! .. إننا نعيش في عالم الأوغاد والأشرار فيه هم الذين يتحكمون بالمشهد والرأي العام ، إن الحسد وإستغلال المشاعر نراه في كل مكان … إن الإنسان أصبح يمر في أزمة ثقة وشك دائم لأنه رأى الجانب الموحش من البشر وهذا العالم فأصبح يشكك في اللحظات السعيدة ، فيخاف أن يثق في الأشخاص خوفاً من أن يتعرض للخذلان مجدداً … ويتسائل الإنسان هل أساير القطيع لكي أعيش؟! هل أصبح مثلهم؟! هل أبيع مشاعري وأحاسيسي للشيطان؟! هل أبيع ضميري وكل الحب الذي أمتلكه في قلبي للشيطان؟! وأعيش دون الألم بين منطقة الراحة واللا راحة مثل المعظم؟! … ولكنني متعلق بطرف خيط الأمل الذي يقول لي أنك ستعيش في منطقة الراحة دون أن تبيع شيء ، ولكن هل سيقطع هذا الخيط وأسقط؟!

أضف تعليق