أزمة بشرية

يعيش هذا الشخص في بلد يُظلم فيه الجميع ، ومن لا يقبل بالظلم يتم سجنه أو قتله أو تهميشه ، فيضطر إلى التماشي مع إتجاه الرياح وأن يرضى بالظلم .. يكبر وهو يتعايش مع الظلم ، حتى اصبح شيء طبيعي بالنسبة له .. يأتيه عرض عمل ويصبح هذا الشخص رئيس لمجموعة من الأشخاص ،، فيظلمهم دون وعيٍ منه بذلك .. إن معظم البشر غير واعيين بنواقصهم وعقد النقص التي أكتسبوها منذ طفولتهم ، فيضطرون حينما يكبرون أن يفرغوا عقد النقص التي أكتسبوها على أشخاص آخرين وهكذا تستمر الدائرة والدوامة ، إلى أن يشاء الله .. أب يعنِّف إبنه ، بعد ذلك الإبن يعنِّف أبناءه رغم أن الإبن في حينها كان لا يرضى هذا الشيء ويثير حنقه ، ولكن سيفعله مع أبناءه .. حاكم مستبد ، تقرر مجموعة من الأشخاص عمل ثورة ضده ، وعندما يطيحون به ويمسكون زمام السلطة يصبحوا مستبدين أكثر من ذلك الحاكم المستبد ، وهنا تتلخص التجربة البشرية كمعظم يا أعزائي .. ليست المبادئ هي التي تقود البشر إنما عقد النقص التي أكتسبوها مع مرور الزمن هي التي تحركهم ، وهي التي أنشأت مبادئهم التي هي غاية لإملاء عقد نقصهم ،، وتتغير مبادئ كل بشري على حسب تغير عقد النقص لديه .. إن من يفهمون كينونتهم ويعلمون ماهي العقد النفسية السيئة المكتسبة لديهم قلة في عالمنا هذا ،، وهؤلاء هم الأخيار لأنهم واعون بكينونتهم ومايحركها ، وهم في حرب دائمة مع أي عقد نفسية سيئة أكتسبوها من الممكن أن تؤثر على أحد بالسوء .. كونوا مع الجميلين جميلين النفوس والأرواح ، الذين حتى وإن كانوا لايفهمون أنفسهم إلا أنهم لا يؤذون أحداً ولا يستطيعون فعل الشر حتى ولو أمرتهم نفسهم بذلك…

أضف تعليق