بداية أم نهاية

هل العنوان يأتي في البداية أم النهاية .. إنني أرى أن نجعل فحوى الكتابة تحدد عن ماهية العنوان .. فلعلنا نشذ عن العنوان عند الكتابة .. في الصباح العاتم الكالح بالهدوء والطمأنينة .. في الصباح الذي من شدة سكونه بإمكاني الإستماع بكل وضوح إلى صوت إحتراق السجارة وهي تداعب رئتي برحيق النيكوتين النابع منها .. في هذا الصباح أسمع عقلي كما لم أستمع له من مدة طويلة ، الأفكار واضحة جليَّة ، أرى نور مشرق في وسط ظلام عقلي .. صوتي الداخلي ، صوت نفسي واضح وجليْ وكأنه بصيغة ثمانية الأبعاد .. ونفسي تقول: هل نحن في طريق البدايات؟! أم في طريق النهايات؟! أم هذه أوائل الإختبارات التي ستدلوها علي الحياة لتشعرني بأنني في النهاية؟! والحقيقة هي أنني لم أتخطى أول درجة في سلم البدايات .. فكم من نهاية حسبناها بداية؟ .. وكم من بداية حسبناها نهاية؟… نرى الناس ونتعرف على قصصهم وتجاربهم وعندها تتضح لنا صورة أننا مختلفين مهما تشابهنا ، وأنه ليس هناك قوانين ثابتة على أسسها يعيشون البشر .. فإن إنفعالات وأفكار البشر أسبابها وحقيقتها مهما فسِّرت بشكل منطقي ، ستجد أنه من الصعب عليك إجاد منطق فيها من الأساس .. فتحليل طبائع البشر ونفسياتهم هو بمثابة: واحد زائد واحد يساوي ثلاثة .. وهذا مايميز البشر .. إن عقل الكائن البشري صندوق مليئ بالمفاجآت .. لنقود سفينة الحياة في وسط أمواج المصاعب ، ونبحث عن جُزر الأمل في طريقنا .. ولعلَّنا نحن في بداية رحلتنا ونعتقد أنه لم يتبقى شيء على النهاية والوصول ، ولكن الحقيقة هي أننا لازلنا في المهد.

أضف تعليق