إن ميلادنا هو أول طوبة في قلعة موتنا .. وهناك القِلاع الصغير وهناك الكبيرة! .. إن ماضينا هو ما يبني حاضرنا يا أعزائي لنبدأ من البداية: في أحد الأيام تعرفت تلك الأنثى على ذلك الرجل بواحدة من تلك الصدف المحضة التي يفاجئنا بها الوجود ، وقرروا بعد ذلك الزواج .. إن زواج أولئك الشخصين الغرباء تماماً عن بعضهم البعض كان أول شرارة في وجودنا في هذا العالم .. ماحدث بعد ذلك أنهم مارسوا الجنس في أحد الليالي أو النهارات ، الله أعلم! .. وهنا خضنا سباق يجمع الملايين من البشر الذين حالفهم الحظ ولم ينجوا .. ولم يحالفنا الحظ ونجونا وفزنا .. وهذا ما يذكرني بسباق حدث في مدرستي عندما كنت في الصف الثالث الإبتدائي: لقد جلبنا دراجاتنا من بيوتنا لنتسابق في فناء المدرسة الصغير جداً ، وقد كان قانون الفوز بالسباق هو أن أبطأ دراجة تصل لخط النهاية هي الفائزة! سباق تعيس والفائز به تعيس أيضاً كمثل السباق الذي خضناه للوصول لهذه الحياة .. أتينا إلى هذا العالم دون وعيٍ ولا إدراك مِنَّا، كل ما سيتم بناءه في المستقبل حدد لنا ونحن لسنا بوعينا ولا إدراكنا؛ جنسنا ، ديننا ، هيئتنا ، جنسيتنا ، لغتنا ، البقعة الجغرافية التي سننشأ فيها ، طبقتنا الإجتماعية ، وهلم جرا .. نتفاجأ في يوم من الأيام أننا من البشر ونستكشف ماحولنا بناءً على مازرع في وعينا وإدراكنا دون معرفتنا .. تمضي الحياة وتمضي ونحن نعتقد أننا نحدد مصائرنا بأنفسنا ، لكن مصيرنا معروف منذ البداية وهو (الموت) .. وكأن من أوجدنا يقول لنا: مصيركم رغم أنني حددته مسبقاً لكم وأعلمه؛ ببنائي لتلك الظروف التي وضعتكم بها ،، إلا أن الشيء الوحيد الذي سأكشفه لكم عن مصيركم هو الموت! .. يالها من كوميديا إلهية الشيء الوحيد الذي نعلمه عن قدرنا هو أكثر شيء نخاف منه .. ذكرياتنا المؤلمة والجميلة كثير منها لا يد لنا فيها وهي من ستحدد مصائرنا ، فلماذا نعيش إن كان كل شيء محدد مسبقا؟! خوفنا من الموت ، ولأننا فضوليون ، ولأن الأمل موجود وكما قال طلال مداح: “دام الأمل موجود فالنفس خضاعة” .. نحن كمثل من يشاهد نفس الفلم مراراً وتكراراً وفي كل مرة يتفاجئ بالنهاية!.
ماضي يبني للحاضر
نُشر بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
إنسان في بداية حياته فجأة وعي ، ولقى نفسه في عالم مجنون .. يكتب عشان يعيش ويعيش عشان يستمع بالفن .. وحيفضل يدور عالأمل حتى لو كان في خرم إبرة. مشاهدة كل التدوينات بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
منشور