الله

ليس لله إسم ، إنه أكبر من أن تحتويه الأسماء .. الإسم سجن ، والله حر.” -الكاتب نيكوس كازانتزاكيس

نحن جميعا دائما نذكر الله حتى الملحد فينا تراه يذكر إسم الله ، لا لأنه مؤمن به ، بل لأنه تعود على ذلك منذ نعومة أظافره ، إن الله إن لم يكن موجوداً في أنفسنا فهو دائما موجود في ألسنتنا وضمائرنا .. هل الله موجود أم غير موجود؟! هذه قضية لا أكترث بها أبداً وجميع نقاشاتها سرمدية لا فائدة منها لجميع الطرفين .. ولكن إن كان الله موجود فهو يتمثَّل للشخص عن طريق ضميره ، فإن كان ضمير الشخص جميل سيكون إلهه جميل ، والعكس .. ‏ولهذا حتى ‏معتنقون ديانة معينة وإن كانوا بالملايين أو المليارات ، فكل شخص فيهم يختلف إلهه عن الآخر ، وذلك بسب إختلاف الضمائر بين البشر .. سترى إثنان من معتنقين نفس الديانة وعلى نفس المذهب ويقولون أنهم يعبدون نفس الرب ، الأول منهم فاسد ، والآخر إنسان صالح ، حالة واردة جداً ،، ومما لا شك فيه أن نوع الدين يؤثر على نسبة الشر في ضمائر عدد معتنقيه .. للأسف الكثير من أفراد مجتماعتنا العربية لايحبون الله ، هم فقط يخافونه ، لأن ذات الله في مخيلتهم تتمثَّل في شخصية الأب السادي؛ وهذا شيء طبيعي بحكم ، العادات الرجعية الخرافية التي نشأوا عليها أفراد هذه المجتمعات .. نرى في هذه المجتمعات حشو إسم الله في كل شيء حتى في سفاسف الأمور التي من المفترض أن يترفع عنها إسم الله! .. فبإسم الله يحرمون الفنون ويحرمون أمور ليس هناك منطق من تحريمها أبداً ، رغم أنهم دائما يرددون: “الله لم نعرفه بالنظر ، بل بالعقل!” .. ولهذا ترى هذه المجتمعات تعيش في حالة تناقض حاد فريدة .. لن أخوض أكثر في قضية الإله في المجتمعات العربية ، لأن تلك القضية تحتاج إلى كتاب بأسره للحديث عنها! ..وأخيراً لاتحدثني عن إلهك ، فقط دع سلوكك يتحدث عنه.

أضف تعليق