في نهاية الكينونة

كان لادينياً ، ولكنه كان غارق في عالم دينه .. كان يكره فكرة العدم ، ولكن كان يرتاح لفكرة النوم لفترة طويلة وعدم الإحساس بشيء أثناء النوم .. نحن قومُ نهرب من الواقع إلى عالم الأحلام ، عالم الموتة الصغرى لكي نريح عقولنا من التفكير والقلق .. كان يقول أنه لايوجد وقت مناسب؛ إذا كنت تريد أن تُقْبل على شيء تريد فعله ، لكنه كان دوماً متردد في إنتظار الوقت المناسب .. “لايوجد وقت مناسب لفعل ماتريد دائما اللحظة المناسبة هي الآن!” ، مجرد جمل تحفيزية مطاطية متناقضة .. الإنسان يحب الجمل التي تخدره ، وتخدم الكذبات التي أطلاها على نفسه وصدقها .. يريد الإنسان أن يخدم وهمه ، أن يخدم أمله المزيف القائم على أمور يكره أن يفكر ويخوض فيها .. كان يعلم أن العلاقات الإنسانية؛ إبتداءً بالصداقة ، وإنتهاءً بالحب ، معقدة وغامضة جداً وبها الكثير من المفاجآت الصادمة ، مع ذلك كان يمثل أنه يفهمها ، والحقيقة أن لا أحد يفهمها أبداً .. جميعنا ممثلون وكوكب الأرض هو مسرحنا .. “التعميم صفة الجهلاء.” إذا كانت هذه العبارة صحيحة فجميعنا جهلاء ، أختلف مع هذه العبارة ، ولكنني أعتقد أننا جميعاً جهلاء ، أنا الآن جاهل .. كان لايعرف متى يبدأ ولا كيف ينتهي كان يترك الأمر إلى الرب .. كان يكره النهايات ، كل النهايات لايحبها ، شعور بالأسى والحزن عند أي نهاية .. ربما كان يكره النهايات لأنه؛ لا لن أقول السبب .. نحن قومُ مختلفون جداً بشخصياتنا ومظاهرنا الخارجية ، ولكننا ملعونين بنفس اللعنة منذ ولادتنا.

أضف تعليق