التعيس

لقد كتبت مدونة في حب التعاسة في السابق ، ولكن في هذه المرة سأكتب عن التعيس نفسه … هيا بنا لنبدأ: نعم يا أيها القارئ إنني تعيس ، وإنني أعطي للتعاسة مقام رفيع لايليق بها … إنني أجد نفسي أحيانا وأنا في قمة تعاستي أبجِّل التعاسة وأعطيها من الألقاب الحلوة العذبة ماليس فيها وأكون صادق أتم الصدق في ذلك … فهذا من طبيعتي إذا أحببت شيء إن نفسي لتؤثر على عدم المساس به وحتى إذا كان يؤذيني … إنني في بعض الإحيان أجد نفسي مهترئة ذليلة من التعاسة ، ولكنني مع ذلك لا أشتم التعاسة ففي القلب مافيه من حب وكره لها … نعم يوجد كره بمقدار ما يوجد من حب لها ، ولكن جزئ الكره بداخلي جبان يختبئ مثل فأر أصابته هيستيريا بسبب قط يلحق به … كنت دائما ما أقول في نفسي بعد تنهيدة عميقة: إن التعيس بحق هو من يجد لذة في أوطى درجات تعاسته ، نعم هذا هو التعيس بحق … إن هذا الهذي ربما لايمت للواقع بصلة وربما هو يمت ، الله وحده يعلم … إنني أأخذ هذا الهذي على سبيل المزاح بعض الأحيان وأأخذه على سبيل الجد في كثير من الأحيان … سأقول الحقيقة ، نعم سأقولها إنما التعاسة آفة عظيمة فهي تدمر حياتك ولكنها لاتسبب الوفاة … وهذه بحد ذاتها رحمة عظيمة فهي: كرحمة مُعذِب لا يَقْتُل ، كرحمة شاعر لايحب ، كرحمة حب يقوم على الغيرة … إن لفي هذا التناقض غموض عجيب وما أكثر أن يحب الإنسان أشياء غامضة لايفهمها جيدا … وكما يقول الشاعر الذي نسيت إسمه ويبدو عليه أنه وصل إلى أقصى مراحل الإستمتاع بالتعاسة: “عذبي ما شئتي قلبي عذبي فعذاب الحب أسما مطلبي وأعصري حبات قلبي حبةً حبةً ثم أعصريها وأشربي”. فليحيا جميع التعساء المرهفون الصادقون في كافة أرجاء هذه الدنيا فليحيوا بسلام…

أضف تعليق