اتفحص جيوبي بكل توتر وادمان اخرج بكت الدخان الذي لم يتبقى منه سوا سجارة واحدة للاسف ، ولكن سأستمتع بهذه السجارة وكأنها اخر جرعة نيكوتين في حياتي ، لقد ضل على عدم نومي ٢٣ ساعة والان الساعة الثانية صباحا اتجول مع روحي الهادئة ونفسي الحالمة في شوارع هذه المدينة الظلماء الجو هادئ وبارد اذا نظرت الى السماء ستجد البدر ينصع و يدفئ الاجواء .. لايوجد في هذا الشارع سوى طفلان صغيران يبدوان انهم مشردان ، يلعبوا كرة القدم وهم يبتسمون ويضحكون وعيناهما البريئتان الزرقاء تشع منهما البراءة والحب .. ستعتقد انهم اسعد بشريان في هذا العالم التعيس وانا انظر اليهم بدهشة وتدور في بالي عشرات الاسئلة ، وياليتني كبحت فضولي .. ذهبت الى هذان الطفلان الضاحكان وكأنهم ملاكان تم ارسالهم لي ، وبعد عدة اسئلة تبين لي انهم اخوان توأم يتيمان مشردان تم تبنيهما وطُردوا من المنزل من قبل المتبني بسبب الظروف الاقتصادية السيئة ولقد كانوا جياع بلا مأوى الشيئ الوحيد الذي يمتلكونه هوا هذه الكرة التي كانت من الصوف .. لم اتمالك نفسي فدمعت عيناي وشعرت بالكآبة لأنني لا استطيع مساعدتهم سوى بتوفير وجبة لهم قلت: العبوا ولاتذهبوا من هذا المكان انا سأذهب وسأجلب اليكم بعض الطعام انتظروني .. كنت اركض و عثرت على مطعم يعمل في هذه الساعة المتأخرة لحسن الحظ .. وانا في طريق العودة إليهم ومعي الطعام ، بحثت عنهم ولم اجدهم وكأن الأرض أنشقت وأبتلعتهم!! ،، خيبة امل وقفت في منتصف الطريق وانا انظر الى السماء واقول في ذهني ما الذي فعلاه هذان الطفلان لكي يعانيان المر مبكرا اتمنى ان يكونون من الملائكة ، لا مستحيل ان يكونوا من البشر هم بالتأكيد من الملائكة .. نعم هذا الشخص يعلم في قرارة نفسه أنهم من البشر ، ولكن يريد ان يرضي ضميره ومشاعره الفياضة بهذه الكذبة.
اخر ساعة في اليوم
نُشر بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
إنسان في بداية حياته فجأة وعي ، ولقى نفسه في عالم مجنون .. يكتب عشان يعيش ويعيش عشان يستمع بالفن .. وحيفضل يدور عالأمل حتى لو كان في خرم إبرة. مشاهدة كل التدوينات بواسطة مدونة عبدالإله فاضل
منشور