ليلة من ليالي القرن التاسع عشر

ثلاث من الاصدقاء المقربين يمشون سويا في احدى المدن الساعة الثالثة فجرا ليلة باردة من ليالي الشتاء الشوارع والأزقة خاوية من الناس ولكنها جميلة فإضآءة الشوارع بالشموع الخافتة الرقيقة التي مهما انارت المكان لن تخفي شعاع النجوم وضوء القمر نعم انها تُشْعر الماشي بالراحة والسعادة والنعاس. قبل دقائق قليلة خرجو من الحانة حاملين معهم اكواب من الجعة كل شخص يتكأ على الاخر من شدة الثمالة سعيدين جدا سعادتهم تلك الليلة لاتضاهى بثمن يغنون بصوت واحد مع نغم جميل ، تلك الاغنية التي كانت تغنيها الحسناء ذات الشعر الذهبي المموج والصوت الملائكي الرقيق فكلما كانت تغني ينصت الجميع ينصت الغني ينصت الفقير ينصت الظالم وينصت المظلوم. وهم يغنوا ويتجولوا من شارع الى شارع غير محددين اين وجهتهم لايهمم شيئ فهذه السعادة لا توصف وغير معلوم سببها لكنها بلا شك شيء من الجنة واخيرا بعدما غلبهم النعاس يتكئون على احد الجدران في احد الازقة المظلمة النظيفة التي تفوح منها رائحة الورد وينامون بعمق دون اكتراث .

أضف تعليق